جامعة الدول العربية بين الموقع و الممكن و المأمول قمة تونس الثلاثون (30) نموذجا
جامعة الدول العربية بين المواقع و الممكن و المأمول
قمة تونس الثلاثون (30) نموذجا
نواصل في هذه الحلقة الحديث الذي بدأناه في الحلقة السابقة (28) و الذي تناولنا فيه بالدراسة و التحليل نتائج القمة العربية الثلاثين (30) المنعقدة بتونس مع نهاية شهر مارس 2019 ، وكنا قد خصصنا الحلقة السابقة لنتائج القمة بالنسبة لقضية العرب الأولى أنها قضية فلسطين ، و سنكمل في هذه الحلقة الحديث عن نفس الموضوع و نقول :
إن هذه القمة العربية عقدت في حقل ألغام بالنظر لعمق الخلافات العربية – العربية ، أنها الخلافات التي أصاب العمل العربي المشترك في الصميم و كادت – حسب رأيينا – أن تشله عن الحركة الأمر الذي يمكننا القول معه أن بقاء عمل الجامعة كمنتظم إقليمي عربي جامع ، وهذه الظروف يعد مفارقة ، ومن الطبيعي أن يكون لتلك الخلافات الأثر الكبير على ما صدر عن هذه القمة بخصوص قضية فلسطين .
وعليه واستكمالا للفقرات الثلاثة التي جاءت في الحلقة الثامن و العشرون (28) فإننا سنتناول في هذه الحلقة الرابعة ونقول :
أن القادة العرب قد التزموا مجددا بتوفير الدعم المالي (لميزانية دولة فلسطين وشبكة الآمان المالية ، بما يمكنها من مواجهة الضغوط و الصعوبات الاقتصادية و المالية التعين نعرض لها و بما يسهم في صمود الشعب الفلسطيني) ، كما دعا القادة العرب (المجتمع الدولي إلى مواصلة دعم وكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين و تأمين الموارد و المساهمات المالية اللازمة لميزانيتها و أنشطتها بهدف تمكينها من مواصلة تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين ).
أما بخصوص المسجد الأقصى تحديدا فإن القادة العرب قد أكدوا في البيان الصادر عن قمتهم (30) هذه على :
أ- (أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية ... على المؤسسات الإسلامية و المسيحية في القدس الشرقية) .
ب- تنفيذ قرار المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو الصادر عن الدورة (200 المنعقدة بتاريخ 18/10/2016 ...).
ملاحظات عامة على ما جاء في بيان هذه القمة بالنسبة للقضية الفلسطينية
أولا : ا ناول ملاحظة نقدمها عن هذا البيان الصادر عن هذه القمة هو التجاهل التام لموضوع الأسرى و المعتقلين رغم استمرار سياسة الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ عمليات القمع و القهر و التنكيل في حق المعتقلين والأسرى الفلسطينيين منذ قيام دولة اسرائل بأرض فلسطين والى اليوم ، إذ تشير بعض الأرقام و الإحصائيات إلى أن هناك :
1- واحد مليون حال اعتقال في صفوف الفلسطينيين منذ عام 1967 .
2- خمسة آلاف و سبعمائة أسير و أسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي من بينهم 250 طفل و 47 أسيرة و 6 نواب و500 معتقل إداري و 700 أسير مريض بينهم 30 حالة مصابة بالسرطان , 56 أسير مضى على اعتقالهم أكثر من 20 سنة و 570 أسير محكومون بالسجن المؤبد .
راجع تفاصيل أكثر بهذا الشأن : جريدة الشروق اليومي العدد 6145 ليوم 11 شعبان 1440 الموافق ل 17 افريل 2019
ثانيا : رأي بعض الباحثين و الكتاب ونقدم هنا رأي رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية و الإستراتيجية ، الدكتور محمد حمزة الذي يقول بهذا الشأن : ( أن الوضع العربي مترد ، فهل يعقل لمؤول برتبة وزير في دولة عربية أن يعلن أنه من الخطأ عدم إقامة علاقات مع إسرائيل التي ترفض ، ولا تحترم ولم تنفذ ما جاء في المبادرة العربية التي تمت صياغتها في قمة بيروت عام 2000 م ؟ للأسف – كما يقول الكاتب هنا – أن ( موقف العرب تهاوى ، يطالب بعضهم بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل و كأنها تنازلت عن الأراضي التي احتلتها و ترفض أيضا إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 كما جاء في القمة العربية ، بينما يتكالب العرب في القامة العلاقات مع إسرائيل و هي دولة احتلال و تحتل أراضي الجولان لأن الموقف العربي سيء و رديء) ويواصل الكاتب قائلا هنا : ( بالتأكيد قمة تونس وكالعادة ستخرج ببيانات شجب و إدانة ، وتنتهي القمة و تستمر مسيرة التطبيع في العالم العربي ،و الفلسطينيون يقفون وحدهم ، علينا أن نعترف بأن القمم العربية المتلاحقة ما هي إلا لقاءات رسمية دورية فمن الناحية الإعلامية يرفض القادة العرب ما صدر عن أمريكا بخصوص الجولان و القدس ، ولكن من الناحية العملية يقيمون علاقات رسمية مع الجانب الصهيوني ، ما جعل الشعوب العربية لم تعد تقتنع بالعلاقات الشكلية و الصورية التي تصدر عن القادة العرب التي تهدف فقط لدر الرماد في العيون هي في الحقيقة مملة و فارغة و الشعوب العربية غير مهتمة بما سيحدث في تونس و القرارات التي ستخرج في إعلان تونس لا تساوي الحبر الذي كتبت به ).
راجع تفاصيل أكثر : جريدة الخبر اليومية العدد 9184 ليوم 24 رجب 1440 الموافق ل 31 مارس 2019
- لاحظ هنا عبارة (القدس الشرقية ) و الذي يعد في رأيينا القبول بالأمر الواقع الذي فرضته إسرائيل بعد حرب 1967 بل و تنازل صريح عن جزء كبير مما كان يعرف في الأدبيات السياسية العربية من قبل ب (ارض فلسطين) أو ( فلسطين التاريخية) التي تعني كل أرض فلسطين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق