جامعة الدول العربية بين الواقع و الممكن و المأمول القمة العربية العادية (30) المنعقدة بتونس يوم 31 مارس مارس 2019 نموذجا
![]() |
الاستاذ عبد الحميد دغبار |
جامعة الدول العربية بين الواقع و الممكن و المأمول
القمة العربية العادية (30) المنعقدة بتونس يوم 31 مارس مارس 2019 نموذجا
الحلقة 30 :
عرفنا في الحلقتين (28) و (29) السابقتين ما توافق عليه القادة العرب وتضمنه البيان الصادر عن قمتهم – العادية – المنعقدة بعاصمة الجمهورية التونسية يوم الأحد : 24 رجب 1440 الموافق 31 مارس سنة 2019 م بشان القضية الفلسطينية و اليوم في هذه الحلقة (30) نقدم ما جاء في كلمة :
1- الملك " سلمان بن عبد العزيز آل سعود" ملك الممكلة العربية السعودية باعتباره رئيسا للقمة السابقة (29)
2- الرئيس " الباجي قائد السبسي" رئيس الجمهورية التونسية ، باعتباره رئيسا للقمة ( 30) هذه المنعقدة بعاصمة بلاده.
3- السيد " احمد أبو الغيط " باعتباره أمينا عاما لجامعة الدول العربية
أولا : يقول الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن : " ... القضية الفلسطينية ستظل على رأس اهتمامات المملكة حتى يحصل الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدودها عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية ، استنادا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ..."
ثانيا : يقول الرئيس التونسي " الباجي قائد السبسي " باعتباره رئيسا للقمة الثلاثين (30) المنعقدة ببلاده أن " تأكيد المكانة المركزية للقضية الفلسطينية في عملنا العربي المشترك ، وإعادتها إلى دائرة الضوء على الساحة الدولية بات ضروريا وفي صدارة أولوياتنا ، وهو ما يقتضي منا إبلاغ رسالة واضحة إلى كل إطراف المجتمع الدولي مفادها أن تحقيق الأمن و الاستقرار في المنطقة ، بل وفي العالم بأسره ، يمر حتما عبر التسوية العادلة و الشاملة لهذه القضية تسوية تضمن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق و تِؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين .
ولتحقيق هذا الهدف لا بد من تكثيف تحركاتنا وتنسيقها من أجل وضع حد للقرارات و الممارسات الرامية إلى المس بمرجعيات القضية الفلسطينية الأساسية و التصدي لكل ما من شأنه المساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، ولا سيما حقه في تقرير المصير وبالوضع التاريخي و القانوني لمدينة القدس "
ثالثا : يقول "أحمد أبو الغيط " باعتباره أمينا عاما لجامعة الدول العربية " أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى اغتنام المكاسب سواء في سوريا ، أو فلسطين المحتلة بتثبيث واقع الاحتلال وقضم الأراضي ... وللأسف فإن مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة تشجع الاحتلال على المضي قدما في نهج العربدة... وتبعث بالرسالة الخطأ للشعب الفلسطيني و القيادة الفلسطينية ...وكأنها تحملهم عبئا فوق عبء الاحتلال و معاناة فوق معاناة القمع والاستيطان ، ونهب عوائد الضرائب بالتضييق المالي و السياسي على المؤسسات الفلسطينية – وهي عصب الدولة المستقلة – وخنق وكالة الونروا التي تعالج مأساة اللاجئين ... وهكذا يهدف الاحتلال وداعموه إلى تقليص المكتسبات الضئيلة التي حققها الفلسطينيون من خلال التفاوض... ويتلاشى أي أمل لدى الشعب الفلسطيني في أن يصير حل الدولتين – وهو الحل الوحيد الممكن لهذا الصراع الطويل – أملا بعيد المنال... بكل ما ينطوي عليه ذلك من تهديد لأمن واستقرار المنطقة كلها"
ملاحظات عامة حول ما جاء في كلمات هؤلاء المسئولون حول موضوع القضية الفلسطينية:
1- لم نجد ولو إشارة لموضوع الأسرى و المعتقلين الذين تجاوز عددهم حد – المليون- أسير ومعتقل منذ عام 1967 والى اليوم (2019) ويبدوا أن هذا – التجاهل – هو ما يفسر لنا عدم تعرض البيان الصادر عن هذه القمة لموضوع الأسرى و المعتقلين بشكل صريح وواضح ، وهنا نعتقد نحن أن هذا التجاهل يتعارض مع الأحكام الواردة في القرارات و الإعلانات و البيانات ذات الصلة الصادرة عن مجموع القمم العربية المنعقدة بصفة عادية أو غير عادية وأن –خلو – خطب هؤلاء القادة ، وكذا البيان الصادر عن قمتهم –يضعف – حجتهم و-قوة- تأثير قضيتهم على الرأي العام الدولي لدرحة أصبحت معه البيانات التي يصدرها المنظمات الدولية والحقوقية – لا تحمل – إسرائيل أية مسؤولية اتجاه الأسرى و المعتقلين الفلسطينيين ، مقابل تلك – الفاعلية – الصهيونية التي تعمل على – تسويق – وصف الأسرى و المعتقلين بالارهاب و التخريب .
2- لم نقرأ فيها أي جديد – فهي كلها كلمات وجمل وتعابير عامة عادة ما يكررها القادة العرب في مثل هذه المناسبات.
3- إن ما يمكن أن يفهم من خطاب السيد الأمين العام للجامعة العربية هنا هو ذلك – التجاهل – لتضحيات الشعب الفلسطيني من خلال ثورته المباركة منذ هام 1948 والى اليوم (2019) .
إن لتلك التضحيات و البطولات وقوافل الشهداء التي قدمها الشعب الفلسطيني في سبيل الحصول على حقوقه كاملة هي – حسب رأيينا- التي مكنته من تحقيق تلك " المكتسبات " وليس " التفاوض " كما يرى الأمين العام للجامعة في كلمته هذه ، ونأمل ان لا تكزن هذه الكلمة للسيد الأمين العام للجامعة بداية لمسار جديد – لطمس – تضحيات هذا الشعب من خلال – الإشادة – بما تحقق ضمن مسارات التفاوض مع المحتل الإسرائيلي و المستقبل هنا هو الذي يؤكد أو ينفي هذا .
4- لم يتعرض القادة العرب الثلاث (3) هنا لمسألة – توحيد – الصف الفلسطيني ، رغم الأهمية القصوى لذلك ، ونجاحه في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية . مع العلم بأن ممثل الجزائر في هذه القمة أشار إليها بوضوح بقوله "... نهيب بإخواننا الفلسطينيين على توحيد كلمتهم ، اذ وحده الكفيل بمواجهة الغطرسة الإسرائيلية ، واسترجاع الحقوق الفلسطينية المشروعة..."
إن الجزائر في الواقع – حكومة وشعبا – كانت دوما مع الشعب الفلسطيني و إلى جانبه في كل الظروف ، ويبدو أن هذا – التميز – هو الذي جعل القادة العرب المجتمعون في تونس في إطار هذه القمة يباركون لها ذلك المسعى وتجلى ذلك بوضوح تام في الفقرة "24" من القرار الصادر عن هذه القمة تحت عنوان " التطورات و الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة " . والتي نصها " توجيه التقدير للجهود التي تبذلها الجمهورية الجزائرية ...دعما للقضية الفلسطينية ، سواء من خلال المواقف السياسية التاريخية ، أو من خلال التزامها بتقديم الدعم المادي لموازنة دولة فلسطين" .
أما نحن فنقول بهذا الشأن ، أن الموقف -الرسمي- للجزائر هنا – مشرف ويستحق التقدير و الاحترام فهو بالفعل – نموذجا * مكن لبقية الدول العربية الأعضاء في الجامعة الاقتداء به .
إننا لا نقول هذا – مدحا- لموقف دولة ، نحن أحد أبنائها ، وإنما نقوله لأننا ندرك مدى خطورة الانقسام الحاصل اليوم (2019) بين الفلسطينيين على مستقبلهم كأفراد ووطن.
أ- ولنا هنا في ذلك الموقف الصريح لرئيس وزراء إسرائيل " بنيامين نتنياهو " خير دليل و الذي مؤداه أن كل من عزة و الضفة الغربية هما " كيانان منفصلان" ويعتقد أن استمرار ذلك الانقسام بينهما " ليس بالأمر السيء بالنسبة لإسرائيل " مضيفا بأنه " إذا ما ظن أحد أنه سيكون هناك دولة فلسطينية ستحيط بنا على كلا الجانبين فهذا لن يحدث"
راجع تفاصيل أكثر بهذا الشأن : جريدة الشروق العربي العدد – 6135- ليوم 01 شعبان 1440 الموافق : 7 افريل 2019
ب- لوزيرة العدل الصهيونية – ايليت شاكيد – التي وصفت في تصريح لها صدر يوم الخميس : 18 افريل 2019 ، الجزائريين و المغاربة و التونسيين بأنهم " جهلة وحمقى ويستحقون الموت " و أن " الكره الذي يكنه لنا سكان المغرب العربي سيم مواجهته بإنهائهم عن الوجود ، ولن يبقى أحد منهم على قيد الحياة " و أن لإسرائيل" خطة لتدمير هذه البلدان الثلاث في وقت ما "
راجع الشروق اليومي العدد 6149 ليوم 15 شعبان 1440 هـ الموافق ل 21 افريل 2019 م.
1- لقد اخترنا هنا تقديم كلمة هؤلاء القادة العرب الثلاث (3) بالنظر للمهام التي تولوها من قبل ضمن هياكل الجامعة كما هو الحال بالنسبة للملك السعودي هنا ، أو التي سيشغلونها لاحقا و هو الرئيس التونسي هنا ، أو بحكم الوظائف " الدائمة" التي يؤدونها ضمن هياكل الجامعة و هو بالنسبة لحديثنا هنا السيد " الأمين العام للجامعة " و عليه فالاختيار لم يكن مبنيا على أساس أهمية الكلمة المقدمة ، بقدر ما يعود لجانب المسؤولية التي تولاها – من قبل – أو سيتولاها – لاحقا – أو بالممارسة بالنظر للوظيفة و المهام المسندة إليه ضمن هياكل الجامعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق