جامعة الدول العربية إلى أين الحلقة : 26

جامعة الدول العربية إلى أين

الحلقة : 26

جامعة الدول العربية إلى أين  الحلقة : 26

     إن دراسة أهم المحطات التاريخية المرتبطة بقيام جامعة الدول العربية هو الذي يعطينا الفهم الصحيح لجميع الإشكالات التي  تعترض نشاطها وتحد من فاعليتها في الميدان اليوم ( 2018) .
       إن العالم اليوم يتغير بسرعة فائقة ، في كل المجالات العلمية منها و الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية ، إنها التغيرات التي لن تترك لمن لم يستطع المواكبة و التكيف معها مجالا أو مكانا للتعايش وفق مقتضياتها .
      لقد فرضت تلك التغيرات السريعة نمطا جديدا في العلاقات الدولية ابرز سماته التنظيمات الدولية التي تكاثرت جغرافيا ،و تعددت مجالات أنشطتها من اقتصادية إلى سياسية وحقوقية أيضا ، فأين الوطن العربي من كل هذا ؟؟؟ وأين منتظمه الإقليمي ؟ و ما هي يالمحطات التاريخية البارزة في سعي العرب لقيام منتظمهم ( جامعة الدول العربية ) ؟.
       إن الإجابة عن كل هذه التساؤلات بالشكل الكامل و الشفاف و الواضح ليس بالشيء السهل بالنظر لتشابك معطياتها و علاقتها الوطيدة بتظار المصالح بين القوى الكبرى أثناء الحرب العالمية الثانية.
     إلا أن هذا إلا يمنعنا من القول أن الموقع الاستراتيجي للوطن العربي ، وكذا احتواءه على أكبر احتياطي للبترول في عالم اليوم قد جعل منه – في ذلك الوقت بالطبع  أي عام 1945 وما قبلها – وبالضرورة لم يكن ذلك الصراع من اجل المساعدة على الخروج من الدائرة الاستعمارية  التي كانت تعاني منها اغلب الدول العربية ، و إنما كان الهدف الأول لهم جميعا هو كسب التأييد والمساندة  و حتى المساعدة – في حدود الإمكان – لهذا المعسكر أو ذاك .
      لقد استخدمت دول المحور و كذا دول الحلفاء أشكال الإغراء أحيانا و الضغط – المبطن- أحيانا أخرى قصد استمالة الزعماء العرب – يومئد – إلى جانبها إ فما أشبه اليوم بالبارحة   فالقوى الكبرى لم يتغير – عمق – نهجها ، ولا – مقصد – هدفها ، حتى و إن تغيرت الأساليب و الأدوات التي تستخدمها . فهل تغيرت الاستراتيجيات المعتمدة و الأهداف المرسومة عند الأنظمة العربية ؟ وهل حملت الجامعة و أحكام ميثاقها كل ما من شأنه تسهيل عمل هذه الأنظمة في إطارها    إنها أسئلة يمس موضوعها الماضي و الحاضر و المستقبل .
واذا كان التاريخ لا يعيد نفسه في كل الظروف ، و البكاء – على الإطلال – لا يفيد في شيء فإننا نقول هنا ، أن القوى الكبرى في عالم اليوم لم تغير جلدها   فهي باقية على لونه   ونعتقد أنه لن يتغير في المستقبل القريب   .
ان الوطن العربي يمر اليوم (2018) في اعتقادنا بأصعب المراحل فهو يعيش أزمات متعددة (داخلية و خارجية ) زاد من حدتها عدم التنسيق ( على المستوى الخارجي بالخصوص ) . وبحكم كون كل الدول العربية – بلا استثناء – هي الحلقة الأضعف في أي علاقة خارجية مع الدول الكبرى ، هو ما يمكن أن يفسر لنا عدم قدرة هذه الدول على مواجهة – هجمات – الخارج بأشكالها و ألوانها و صفاتها المتعددة السياسية منها و الاقتصادية بل و حتى الثقافية و التعليمية الم تدعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى واجب و ضرورة إعادة النظر في البرامج التعليمية لبعض الدول العربية ؟  و هنا نتساءل إلا يعد هذا طعنا صريحا في سيادة هذه الدول فاليوم برامجها التعليمية ، وغدا قد يقدم لها طلبا في إعادة النظر في حدودها ، وبعد غد قد نسمع عن طلب سياسيتها الخارجية و توجهاتها الاقتصادية حتى نصل إلى حد لم يبق بعده من مفهوم ( السيادة ) إلا الاسم . فلماذا وصل الأمر إلى هذا المستوى و الدول العربية تملك من – مصادر – القوة الكثير ؟؟ وجامعة الدول العربية يتضمن ميثاقها الكثير من الإحكام المعبرة عن حماية سيادة الدول العربية الأعضاء ؟.
      إننا هنا ومن خلال تساؤلاتنا هذه نبحث في الوقائع و الأسباب لمعرفة النتائج لا غير، ولا نقوم بذلك عن قناعة خاصة وإنما بناءا على وقائع تاريخية مسجلة و موثقة بحيث تجعل من الاجتهاد في مضمونها بلا فائدة .
      إننا نريد أن نوظف تلك الوقائع بما يخدم الحاضر و المستقبل و لذلك نقول : إن مبدأ التعاون و التنسيق بين الدول العربية في إطار جامعة الدول العربية هو من أحسن الخيارات حسب رأيينا , فالتعاون في إطار الجامعة يعني القوة أولا إ و المحافظة على السيادة ثانيا و أبعاد الاستعانة بالقوة الخارجية و ما ينتج عنها من إشكالات معقدة ثالثا .
      انه السبيل الأمثل الذي يمكن أن تسلكه الدول التي تنتمي أو تكتسب العضوية في المنظمات الدولية الإقليمية منها و العالمية كالدول العربية في انتمائها للجامعة .
  - نذكر هنا على سبيل المثال ، موقف بريطانيا و حلفائها بعد إذاعة التصريح الشهير بتاريخ 23 أكتوبر 1940 ، والذي ملخص مضمونه : ( إن الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف إلى كل حركة من العرب ترمي إلى تحقيق وحدتها ...) .
  - انه التسهيل الآتي من خلال عمل الجامعة و نشاطها المعبر عنه ضمن ما صدر عنها من قرارات و توصيات ذات  الصلة.
  - ابيضا كان أو اسود آو احمر أو اصفر .    - هنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر الخلافات الحدودية بين الدول العربية كان مصدرها تلك الحدود المرسومة من قبل تلك القوى الكبرى ،فالحدود التي رسمتها فرنسا بين سوريا و لبنان جاءت وفق أهواء و أطماع استعمارية و زادتها عمقا تصاعد الخلافات بين الأنظمة السياسية القائمة في هذين البلدين .
إن هذه السابقة التاريخية تساعدنا عل فهم الموقف الفرنسي  - الغير العادي – دائما مما يشهده هذين البلدين ( سوريا و لبنان) و العجز الواضح لجامعة الدول العربية عن التحرك – الايجابي – لمصلحة شعبي البلدين.
هكذا إذا تكون منازعات الحدود العربية – العربية مؤثرة في العقل الجمعي بالنظر لما ينتج عنها من ارتدادات سلبية – كالعطب – الذي يصيب المنظومة الفكرية و النسيج الاجتماعي و كل الأوجاع الناتجة عنها .
  - الصاعدة في عالم اليوم في كل من آسيا و أمريكا و إفريقيا لكن ليس منها بالطبع اية دولة عربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم على موقع الاستاذ عبد الحميد دغبار
اذا اعجبك الموضوع لا تنس مشاركته