جامعة الدول العربية- تأثير القمم العربية على حاضر ومستقبل الوطن العربي ( الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي نموذجا )
جامعة الدول العربية
تأثير القمم العربية على حاضر ومستقبل الوطن العربي
( الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي نموذجا )
الحلقة 18 :
بداية نقول :
لقد استحوذ هذا الصراع على ما يقارب ثلث قرارات الأمم المتحدة خلال مدة (70) سنة و من أهمها:
![]() |
الأستاذ عبد الحميد دغبار |
2- القرار رقم: 194 لعام 1947 و الخاص بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة و الحصول على تعويضات عن ممتلكاتهم.
3- القرار رقم : 242 لعام 1967 و الخاص بالانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
إن المقصود بالأراضي المحتلة عام 1967 هي :
أراضي الضفة الغربية و أراضي قطاع غزة و التي تمثل 22 % من مساحة فلسطين الكلية ومعنى هذا أن 78 % من مساحة فلسطين تنازل عنها العرب بموجب القرارات الصادرة عن الجامعة بعد عام 1967 , كيف ذلك ؟
للإجابة هنا نوضح ما يلي ونقول أن :
أولا : قرارات الجامعة الصادرة ما بين عام 1946 و إلى عام 1967 كانت تحمل (قوة) في المضمون و الصياغة , و لا نقرأ فيها أي تنازل عن مساحة 78 % السابقة الذكر , فعلى سبيل المثال :
1- اعتبرتها أول قمة عربية عقدت في إطار الجامعة العربية عام 1946 " لب القضية العربية".
2- أما القمة الثانية المنعقدة بالإسكندرية عام : 1964 ,فدعت إلى " وضع خطة عربية هادفة إلى تحرير فلسطين من الاستعمار الصهيوني ".
لاحظ تعبير " تحرير فلسطين من الاستعمار " , إن مثل هذه – المفردات- و الجمل – و – التعابير – أصبحت من الماضي , فلا هي موجودة في :
1- قرارات الجامعة التي جاءت بعد عام 1967 و إلى اليوم 2018
2- ولاهي في خطب القادة العرب بما في ذلك القادة الفلسطينيون .
ثانيا: لقد غابت تلك القوة في الصياغة و المضمون بداية من عام 1970 و إلى اليوم 2018 ومن ذلك مثلا:
أ- ما صدر عن قمة القاهرة لعام 1970 م والذي مؤداه: هناك شرطين للسلام مع إسرائيل وهما:
الأول: انسحابها من القدس (لاحظ هنا التعبير: الانسحاب من القدس – بدل تحرير فلسطين من الاستعمار الصهيوني, والذي صدر عن قمة الإسكندرية لعام 1964 أي أن هذا التغيير حدث بعد ست(6) سنوات فقط أي من عام 1964 إلى عام 1970.
ب- ما صدر عن قمة الجزائر لعام 1973 بهذا الشأن و الذي مؤداه: تحرير مدينة القدس العربية وعدم القبول بأي وضع من شانه المساس بسيادة العرب الكاملة على المدينة المقدسة.
لاحظ هنا الحديث عن تحرير القدس وليس تحرير فلسطين من الاستعمار الصهيوني كما هو وارد فيما صدر عن قمة 1964 والسؤال الواجب طرحه هنا:
- ما هو موقف القادة العرب بعدما قرر الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده إلى القدس مع منتصف شهر ماي من هذه السنة (2018) وبالضبط 14 مايو 2018 ؟
- هل يبقى القادة العرب يتحدثون عن تحرير القدس ؟ أم يتنازلون عنها كما تنازلوا عن أرض فلسطين التاريخية أو ما يسمى بأرض 1948 ؟
أنا هنا أسأل كباحث وبالطبع لا أملك الإجابة.
- إن الحكومات الإسرائيلية السابقة منها و الحالية هي في الغالب حكومات تعمل لتحقق شيئا في الميدان وقد كان لها ذلك بعد عدوان 1964 حيث لازال مثلا " الجولان السوري" تحت السيطرة الإسرائيلية.
وهي اليوم (2018) تمول ما يسمى "بالحفريات الأثرية" بمبلغ يفوق (17) مليون دولار , وإذا أضفنا إلى هذه قائمة المستوطنات التي تقيمها إسرائيل في بلاد المقدس فإننا نكون أمام " زلزال" مدمر لم يعرف المسجد الأقصى وكل فلسطين مثيلا لها عبر التاريخ , والبداية ستكون يوم 16 مايو 2018 يوم النقل " الرسمي" للسفارة الأمريكية إلى القدس .
هذا هو الوضع القائم اليوم في القدس والساحة العربية , رغم ما فيها من إمكانيات القوة إلا أن ذلك لا أثر له في الميدان كما هو عند إسرائيل بل بالعكس نجد هناك خصومات بين العديد من أنظمة الحكم في الوطن العربي , لعل أقواها حضورا اليوم هو ذلك النزاع أو الخصام القائم بين : دولة قطر من جهة و السعودية والإمارات و البحرين من جهة أخرى.
- إن مثل هذه الخصومات لا فائدة منتظرة منها فهي في أحسن الأحوال تحول – الحكومات المتخاصمة – إلى حكومات فاشلة فهي تستنزف الطاقات – المادية و البشرية – بل إن هي طالت تكون عواقبها وخيمة على حاضر و مستقبل شعوبها .
- و الحقيقة أن تلك الخصومات بين الحكومات العربية وجدنا آثارها تبرز بشكل واضح على المستوى الفلسطيني , و الخلاف القائم بين ( فتح و حماس) لا أراه يفيد كلاهما , بل هو أداة إضعاف لهما.
ملاحظة : يعلم الأستاذ عبد الحميد دغبار أن هذه الحلقات ستتوقف خلال شهر رمضان الكريم على أن تستأنف بعد عيد الفطر المبارك إن شاء الله و رمضانكم كريم
سبق للقمة العربية المنعقدة بالرياض يومي :9 و 10 ربيع الأول عام 1428 هـ الموافق ل 28 و 29 مارس 2007 م أن أدانت في إحدى القرارات الصادرة عنها تلك الأعمال بقولها : "... إدانة أعمال الحفريات الإسرائيلية أسفل ومحيط الأقصى التي تهدد بانهياره , ودعوة المنظمات و المؤسسات الدولية المعنية , ولا سيما, منظمة " اليونسكو" إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الحفاظ على المقدسات الإسلامية و المسيحية , والتأكيد على عروبة القدس..."
لاحظ هنا نص القرار يتضمن إدانة الطرف الإسرائيلي لأن الأقصى سيكون مهددا بالانهيار, إنني أراه تعبيرا لا يرقى لمستوى المسؤولية و أهمية المسجد الأقصى " ثالث الحرمين" .
إنني أراه : * هروبا من تحمل المسؤولية , لدرجة أن نص القرار يحمل منظمة " اليونسكو" المسؤولية عن حماية الأقصى , ويجب ألا يفهم من كلامنا هذا أن منظمة " اليونسكو" ليس مجال اختصاصها حماية الآثار التاريخية , و المسجد الأقصى هو واحد منها , وإنما أردنا القول أن المنظمات الدولية المتخصصة , كمنظمة " اليونسكو" لم يسجل التاريخ البشري يوما أنها حررت وطنا , والمسجد الأقصى و فلسطين كلها أرضنا محتلة من قبل الاستعمار الإسرائيلي , فماذا يريد القادة العرب قوله عند إصدار هذا القرار في قمتهم هذه ؟ ويبدو أن الإسرائيليين عرفوا ما هو المدى الذي يمكن أن يصل إليه القادة العرب اتجاه " الحفريات الأثرية" كما تسميها , لذلك نراهم لم يتوقفوا يوما عن هذه الأعمال , ولعل في تخصيص الحكومة الإسرائيلية هذا العام (2018) أي بعد مرور (13) سنة على قرار الإدانة الصادر عن القادة العرب في قمتهم بالرياض ,مبلغ (17) مليون دولار لأعمال الحفريات خير دليل على ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق