جامعة الدول العربية ..القمم العربية الدورية والمنتظمة

جامعة الدول العربية

القمم العربية الدورية والمنتظمة

(الأبعاد..المعوقات...التداعيات)
الحلقة 11 :
     لقد أردنا تقديم هذه الدراسة في مشاهد وصور لحالة الوطن العربي , كما نراها  ونعتقد أن المتمعن فيها سيخرج بانطباع عام يساعد من البداية على فهم فرارات مؤتمر القمة الذي عقد بدمشق( سنة 2008) والتي سنبدأ في تحليل ودراسة محتواها في حلقات, بالشكل المناسب و المطلوب و الصحيح و الواقعي .
1-    المشهد الأول :
إن سجلات جامعة الدول العربية وكذا تاريخ العمل العربي المشترك تشهد أن لا( قائدا)عربيا وقف على منبر الجامعة وجاهر بموقف يؤدي الشعوب العربية أو يحبط آمالها.
2-    المشهد الثاني:
لقد كانت جامعة الدول العربية في زمن مضى منبرا يتنافس القادة العرب على اعتلاءه وإعلان مواقف بلادهم المناهضة للاستعمار و الاحتلال في الوطن العربي أولا ثم في المحيط الإقليمي و الدولي ثانيا.
    لكن الزمن تغير وتغيرت معه موازين القوة , كما تبدلت بموجبه سياسات وعقائد و إيديولوجيات  ومفاهيم , ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك على منبر الجامعة , حتى وصل الأمر حدا أصبح معه القادة العرب يغيبون أو ( يقاطعون) لهذا السبب أو ذاك مؤتمرات القمم العربية , ولعل أفضل مثال حي يقدم هنا هو ما حصل في قمة دمشق لعام 2008 وما شهدته من غياب أو (مقاطعة) من قبل العديد من قادة الدول العربية .
3-    المشهد الثالث:
سبق لي أن قلت في كتابي الصادر عن دار الخلدونية بالجزائر العاصمة عام 2008 بالحرف الواحد : (إن العالم العربي هو المنطقة الأكثر دموية في العالم ومما لا شك في أن الكثير من الكتاب العرب يشاطرونني الرأي في هذا المجال ولعل أكثرهم قربا وصراحة في هذا المجال هو الكاتب القدير – أياد أبو شقرة- والذي نقرأ له هذه الفقرة التي أوردتها جريدة الشرق الأوسط الدولية الصادرة يوم الاثنين 24 ماي سنة 2008 , و التي مؤداها " مازلنا نحاول خداع أنفسنا وخداع الآخرين , بأننا قادرون على حل مشاكلنا عن طريق تجنب مواجهة الحقائق وتحاشي تشخيص لعلل الاجتماعية و السياسية التي تدمر مؤسساتنا وتنتهك شعوبنا وتدفعنا دفعا نحو اليأس , لولا نحن العرب لكان قطاع لا بأس به من الدبلوماسية الدولية في إجازة مفتوحة" .)
   وإذا ما أضفنا إلى مشاكلنا العربية المشاكل الأخرى التي نتشارك فيها مع إخواننا في العالم الإسلامي الأوسع نكتشف أننا كعرب أو كمسلمين  تأخذ ربما : 70 إلى 80 %  من مناقشات ووقت مجلس الأمن.
   هكذا إذا يكون وطننا العربي :
أ‌-    أكثر دموية وعنفا ودمارا وفقرا وجهلا وتخلفا وبؤسا وشقاءا , من أي مكان آخر على وجه الأرض وعلى مر عقود من الزمن و ولعل ما يجري في سوريا وليبيا واليمن , وبدرجة أقل في العراق و السودان و الصومال خير مثال يقدم هنا.
ب‌-    تكون مشاكلنا المترتبة عن الأساة المذكورة في الفقرة ( أ ) أعلاه محور نشاط السياسيين والدبلوماسيين التابعين للدول الكبرى بالخصوص , ومحور جدول أعمال المؤسسات الدولية المكلفة بحفظ السلم و الأمن الدوليين , ولنا هنا في السنوات السبع ( 7) العجاف التي عاشها الشعب السوري بداية من عام 2011 و إلى اليوم (2018) وما صدر عن مجلس الأمن الدولي بشأنها من قرارات خير مثال.

4-    المشهد الرابع :
الزيارات رفيعة المستوى التي قام بها يومئذ ( عام 20058) عدد من كبار الساسة الأمريكيين و الروس والأوربيين إلى المنطقة العربية , ما هو إلا مؤشر على أنهم مبعوثون من قبل دولهم وأنهم جاؤوا لإقناع المسئولين العرب – الذين يلتقونهم- بتفادي اتخاذ قرارات معينة و إن تعذر تفادي اتخاذها فلتصدر (مخففة) و إن لم تفلح الوسيلة يمكن اللجوء إلى الضغط و هو ما حدث مع قمة دمشق لعام 2008 .
   من هن دخلت إلى الساحة السياسية الرسمية العربية محاور الاستقطاب القائم عل التلاعب بالمفاهيم كما عبر عن ذلك الكاتب – جميل مطر – في إحدى مقالاته التي صدرت بجريدة " الحياة " الدولية ليوم الاثنين 24 مارس 2008.
   أما نحن فنقول أن هؤلاء المبعوثون ما كانوا ليستطيعوا التأثير في سياسات العواصم العربية لولا هشاشة الوضع الداخلي في اغلب الدول العربية و من الطبيعي أن ينعكس ضعف الوضع الداخلي على التحرك الخارجي للدولة, فليس معقولا و لا مقبولا أن تكون دولة ضعيفة في الداخل قوية في الخارج إنما نراهما متلازمان " قوة وضعفا".

مقال صادر في :

  جريدة وطنية جزائرية للاخبار العامة

العدد 160 ليوم 7 شعبان 1437 الموافق ل 21 افريل 2018


 (1) هذا الرأي كنا نراه في سنة 2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم على موقع الاستاذ عبد الحميد دغبار
اذا اعجبك الموضوع لا تنس مشاركته