جامعة الدول العربية القمم العربية الدورية و المنتظمة : الحلقة 12
![]() |
الاستاذ عبد الحميد دغبار |
جامعة الدول العربية
القمم العربية الدورية و المنتظمة
(الأبعاد ...المعوقات...التداعيات)
قمة دمشق نموذجا
الحلقة 12:لقد نجحت الجمهورية العربية السورية في تنظيم القمة العربية (20) والتي استضافتها نهاية مارس من عام 2008 حسب تعبير الرئيس السوري (بشار الأسد ) .
إن ذلك النجاح ما كان ليكون لو لم تسعى بلاده (سوريا) إلى تحضير الظروف المناسبة للتضامن
و التوافق ين الأقطار العربية حيال القضايا المختلقة التي تمت معالجتها في هذه القمة.
حقا لقد اعتبر هذا النجاح مفخرة ومحل اعتزاز وتقدير كل العرب.
بعد انتهاء أشغال هذه القمة نجد السيد (عمرو موسى) الأمين العام السابق للجامعة يقول أن الأولوية ستكون للاعتناء بالعلاقات العربية – العربية وعملية السلام (يقصد عملية السلام العربي الإسرائيلي) مؤكدا بأن الجامعة تتحمل العديد من المسؤوليات وموضحا بأن عملية السلام التي حاول مؤتمر (انابوليس) إحياءها تموت من جديد بسبب استمرار إسرائيل في فرض سياسة الاستيطان بهدف تغيير التركيبة السكانية
و الجغرافية في فلسطين, رافضا في نفس الوقت ذلك (الفتات) الذي تعطيه إسرائيل للفلسطينيين وتسميه تقدما في عملية السلام.
وهنا نجد الأمين العام للجامعة يواصل حديثه قائلا أن الهدوء الذي اتسمت به قمة دمشق (أي قمة 2008) هو مقدمة ايجابية تدل على أنه يمكن دراسة المشاكل القائمة في الوطن العربي في جو مناسب كما يُمْكّنُ من طرح كل القضايا للبحث و النقاش واحدة واحدة, سواء تعلق الأمر بالشأن اللبناني أو الوضع في العراق أو موضوع السودان و الصومال , بالإضافة لقضية العرب الأولى (القضية الفلسطينية) و الخلاف القائم بين (حماس وفتح) في فلسطين .
وما يلاحظ هنا هو الغياب الدائم لقضية الصحراء الغربية عن جدول أعمال القمة العشرين رغم كونها قضية مركزية على مستوى اتحاد المغرب العربي.
نعم لقد غابت هذه القضية كذلك عن تصريحات المسئولين العرب الحاضرين في هذه القمة, والسؤال الواجب طرحه هنا مؤداه : متى يلتفت المنتظم العربي ( جامعة الدول العربية) لقضية شعب و أرض عربية بالتاريخ و اللغة والدين و الجغرافيا ؟
لقد دخلت هذه القضية (أي قضية الصحراء الغربية) أروقة الأمم المتحدة بينما بقيت أبواب الجامعة مغلقة في وجهها فما هو الزمن المطلوب ليغيب السحاب و تسطع شمس الجامعة على هذا الشعب و الوطن ؟
أما الرئيس المصري ( حسني مبارك) يومئذ فيرى بشأن هذه القمة و العلاقات العربية – العربية أن لبنان هو نقطة البداية الحقيقية لمحاصرة ما تشهده العلاقات العربية – العربية من خلافات.
بعد هذا العرض المختصر لتصريحات المسئولين العرب الحاضرين في هذه القمة نقول نحن هنا أننا لم نلمس فيها ما يمكن أن يفهم منه أنه طعن في نتائج القمة ( إعلانا وقرارات) لذلك يمكن القول أن القمة العربية الـ :(20) سارت على درب ما سبقها من قمم ,حيث عاشت الشعوب العربية معها ( ضجيج إعلامي )
و ( تصريحات نارية ) و ( تحليلات إعلامية) تعددت مرجعياتها و مراجعها ومن ثمة أهدافها ونتائجها , لكن القمة عقدت في مكانها وزمنها المحددين وسارت جلساتها في هدوء تام على حد تعبير الأمين العام للجامعة يومئذ .
وفي النهاية نقول أيضا هنا أنها قمة حماية ( الهوية )لا كما أراد لها البعض أن تكون قمة ( الهاوية) وقمة (المشروع والدور الفاعل) لا قمة ( ترحيل الملفات الساخنة العربية ) إنها قمة الحضور في الساحة والرؤية بالنسبة للمستقبل.
لكل هذه الأسباب سنعود في الحلقة القادمة لقراءة معمقة لهذه القمة من حيث النتائج والأبعاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق