جامعة الدول العربية الانعقاد الدوري و المنتظم لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الحلقة 10
جامعة الدول العربية
الانعقاد الدوري و المنتظم لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة
-قمة دمشق نموذجا-
![]() |
الاستاذ عبد الحميد دغبار |
لقد كانت ولازالت وستبقى على ما نعتقد كل الدول العربية مساندة لعقد القمم العربية الدورية المنتظمة في مكانها وزمانها المحددين ، حرصا منها على التضامن العربي من جهة و العمل العربي المشترك من جهة ثانية وزيادة فاعلية وقدرة القمم العربية الدورية المنتظمة على مواجهة كل الصعوبات و التحديات التي تطرح على مستوى الوطن العربي بما في ذلك العدوان العنصري البشع على الشعب الفلسطيني و جعل كل الإرهاصات التي تسبق انعقاد القمم العربية مجرد سحابة صيف عابرة ، ولعل أكثرها (ضجيجا) ، وأقواها طرحا هو الوضع الداخلي للدول العربية وهو هنا بالنسبة لقمة دمشق الوضع الداخلي اللبناني وتأثيره على القمة ، نظرا للوضع المميز للعلاقة اللبنانية السورية .
وهنا نقول بخصوص هذه القضية :
بداية يجب أن نذكر بأن تاريخ القمم العربية سجل لنا أن الوضع اللبناني الداخلي كان أحد أهم أسباب فشل ما يمكننا أن نسميه ( اجتماع الرياض ) لاحظ هنا لم نقل ( مؤتمر الرياض ) و الذي عقد بتاريخ 16/10/1976 و الذي تضمن جدول أعماله نقطة واحدة هي البحث في أفضل السبل لحل أزمة ( الحرب الأهلية) التي كان لبنان يعيشها ، لكن هذا الاجتماع لم يحضره سوى ست (06) دول عربية وهي ( المملكة العربية السعودية ، وهي البلد الذي ينعقد الاجتماع في أرضها و الكويت وجمهورية مصر العربية و الجمهورية العربية السورية و لبنان ) بالإضافة إلى منظمة التحرير الفلسطينية ، لكن هذا الاجتماع فشل كما سبق أن ذكرنا من حيث :
1 – أضعف نسبة حضور للقادة العرب
2- لم يصدر عن هذا الاجتماع بيان ختامي ، وهذه عدت سابقة في تاريخ القمم العربية .
نحن نذكر هنا بهذه الحادثة في تاريخ القمم العربية حتى تكون لنا صورة واضحة عن ( الضجيج الإعلامي ) بالخصوص الذي كان قائما يومئذ و الذي أعطى صورة ( رمادية ) تقول أن الوضع اللبناني الداخلي قد يؤثر من جديد على أشغال قمة دمشق و نتائجها.
لقد فشل ( اجتماع ) الرياض السابق ذكره بكل المقاييس لذلك نجد مؤتمر القمة العربي المنعقد بالقاهرة بعد عشرة (10) أيام من انعقاد اجتماع الرياض تحضره ( 14 ) دولة عربية ، كما أن جدول أعماله متفرق حسب اهتمامات وتطلعات ومستقبل الشعوب العربية .
وبعبارة أخرى نقول أن مؤتمر القاهرة لم يقتصر جدول أعماله على بحث القضية الداخلية للبنان بل وسع ذلك لقضايا أخرى حتى وان كانت قراراته قد تضمنت ( الترحيب) بنتائج ( اجتماع ) الرياض وكذلك المصادقة على قراراته ، أي قرارات اجتماع الرياض المنعقد في 16/10/1976.
لقد جاءت وقائع اجتماع الرياض و قمة القاهرة مع بداية ظهور الخلافات العربية - العربية
بالإضافة إلى التغيرات المتسارعة التي كان يعرفها المحيط الإقليمي و الدولي ، و التي أثرت بصورة مباشرة حتى بلغت حد ( مقاطعة ) قادة العديد من الدول العربية للقاء الرسمي المتمثل في ( اجتماع ) الرياض ، و جدول أعماله المقتصر نقطة واحدة هي البحث عن حل الأزمة الداخلية التي يعيشها بلد عضو ومؤسس للجامعة ، فهل بعد مرور سنين عديدة على هذا الحدث يمكن أن يكرر التاريخ نفسه و الجواب هنا عندنا قد يتعذر ذلك مهما كانت الصعوبات و العراقيل و الظروف .
لقد تغيرت الأوضاع الإقليمية و الدولية و تجاوزت الجامعة كل الظروف الصعبة بعد إصدارها:
1 – قرارها رقم 198 لسنة 2000 و المتعلق بآلية الانعقاد الدوري و المنتظم لمجلس الجامعة على مستوى القمة مرة كل سنة
2- الملحق الخاص بالانعقاد الدوري و المنتظم لمجلس الجامعة على مستوى القمة و الذي نصت مادته الثامنة (08) على اعتبار ذلك الملحق جزءا مكملا لميثاق الجامعة ، لذلك نحن نراها اليوم ( أي الجامعة ) في أفضل حال وأحسن وضع من أي وقت مضى ، ونعتقد أن القمم العربية ستبقى تنعقد في مكانها و زمانها وبحضور قوي للملوك و الرؤساء و الأمراء وهو ما حدث في القمم العربية التي جاءت بعد قمة دمشق سنة 2008 و إلى اليوم ، ولن يكون للتصريحات وللآراء الواردة من هنا أو هناك و التي تربط بنجاح أو فشل أية قمة .
لقد تطورت آلية العمل العربي المشترك لحد يجعلنا نعتقد بأن الانعقاد الدوري و المنتظم لمجلس الجامعة على مستوى القمة كل سنة ، هو أحد الضمانات التي تحمي المصلحة العليا للوطن العربي من كل الأخطار التي نهدد أمنه وسيادته ونموه وتطوره.
والخلاصة في هذا المجال هي أن عقد القمم العربية الدورية و المنتظمة لا ( تصنع ) الخلافات و لا ( الأحداث ) التي تأتي متزامنة أو سابقة لانعقادها وإنما كانت ولازالت وستبقى حسب رأينا مكانا للقاء الزعماء العرب بقصد البحث في (أمهات) القضايا التي تشغل بال الشعوب العربية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق