جامعة الدول العربية قمة دمشق ... إشكالية العلاقة السورية اللبنانية
جامعة الدول العربية
قمة دمشق ... إشكالية العلاقة السورية اللبنانية
الحلقة السادسة :عرفت سوريا ( أرضا وشعبا ) مع منتصف السداسي الأول من عام 2011 وإلى اليوم 2018 , أوضاعا قل نظيرها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية, إنها السنوات السبع ( العجاف) بكل ما تحمل هده الكلمة من معنى و أبعاد.
في هذا الإطار أردنا تقديم دراسة في حلقات خاصة بآخر قمة عربية عادية عقدت بالعاصمة السورية (دمشق) في إطار الانعقاد الدوري و المنتظم للقمم العربية ضمن جامعة الدول العربية.
شاءت الصدف أن( يتزامن )انعقاد هذه القمة مع فعاليات الثقافة العربية حيث كانت دمشق عاصمة لها من هنا كان من الواضح أن التقاء المناسبتين في عاصمة عرفت على الدوام بأنها " عاصمة المقاومة" , لابد و أن يؤدي إلى تكامل وانسجام الخطاب السياسي مع الغايات الكبرى للأمة و الطموح المشروع للشعوب العربية , ليعطي في النهاية هدفا واحدا وشعارا واحدا مؤداه " الصمود والممانعة .
ولعل أوضح تعبير عن هذا الوصف , أو هذه الحالة هو ما جاء على لسان الرئيس السوري " بشار الأسد " في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية بتاريخ 19 جافني سنة 2008 , حيث قال في ما معناه , أن من دمشق انتشرت ثقافة الرفض لكل آثار الاستعمار " القديم و الجديد" و أن هذه المدينة التاريخية هي عاصمة الكرامة العربية , تمنحنا إحساسا قويا بالعزة القومية و الإنسانية , لهذا فدمشق :
1- عاصمة ثقافة المقاومة بصفتها سمة أصيلة من سمات ثقافتنا العربية.
2- تفتح قلبها لمن يأتيها حاملا قلبه وتغلق أبوابها لمن يأتيها حاملا سيفه
إن حضور الرئيس لحود(رئيس لبنان يومئذ) لهذه الاحتفالية يؤكد حقيقة التأثير المتبادل للعوامل السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية بين البلدين " سوريا ولبنان" و انعكاس ذلك على ما شهدته عاصمة كل بلد من تظاهرات و مؤتمرات .
من هذا الجانب يظهر تأثير العلاقة القائمة بين سوريا و لبنان على مجريات القمة العربية 20 المنعقدة بدمشق مع نهاية مارس 2008 وذلك من حيث مستوى التحضير ومستوى الحضور , والذي انعكس أيضا – وبالضرورة- على جدول أعمال القمة , و أهمية القرارات التي صدرت عنها.
وبعبارة أخرى نقول لقد بينت مجمل القرارات الصادرة عن هذه القمة مدى نجاعة ومصداقية و صلابة و فعالية الاتجاه العربي الرافع لشعار " الصمود و الممانعة " في الميدان, كما اثبت قوته في مواجهة التطورات و التفاعلات التي تستهدف المنطقة العربية و محيطها الإقليمي, والتي غالبا ما يكون مصدر قوتها و استمرارها لمدة أطول .
لقد أدركت جامعة الدول العربية هذه الحقيقة, لذلك نراها تسارع منذ مدة للبحث عن الوسائل و الكيفيات التي تمكنها من تجاوز عقبة تأثير التشنج الحاصل في العلاقة بين لبنان و سوريا على أشغال القمة التي كانت قائمة آنذاك وذلك من خلال بحث الخطة العربية لحل أزمة الرئاسة في لبنان مع المسؤولين السوريين و اللبنانيين .
من هذا الجانب ايضا يمكن رؤية الرابط الرمزي بين حضور الأمين العام للجامعة احتفالية " دمشق عاصمة للثقافة العربية و القمة العربية ".
ومن هذا الجانب أيضا يمكن قراءة تصريح الأمين العام للجامعة "عمرو موسى" يومئد بخصوص مدى تأثير الوضع اللبناني و العلاقات السورية اللبنانية على قمة دمشق, والذي أكد فيه على أن :
1- الأمل موجود لحل الأزمة اللبنانية " يقصد أزمة الرئاسة" ولا يمكن أن نستسلم ونترك لبنان بهذا الشكل , " لابد أن نعمل و نستمر في العمل...لأنه من الضروري مشاركة لبنان في القمة).
2- نجاح مهمتنا في لبنان يسهم بالطبع في خلق الأجواء اللازمة لنجاح القمة العربية " يقصد قمة دمشق" وان كانت المسألة ليست سهلة فبالمقابل ليست صعبة.
ولنا عودة لهذا الموضوع في الحلقة السابعة القادمة .
ملاحظة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق